إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

ما وراء انسحاب القاعدة من ساحل حضرموت وسيطرة قوات حكومة هادي..؟ “تقرير مفصل”

يمنات – خاص

قالت مصادر محلية، إن القوات الحكومية المدعومة من التحالف السعودي، انتشرت حول ميناء المكلا و مطار الريان و ميناء ضبة النفطي، بساحل حضرموت.

و أفادت المصادر، أن القوات الحكومية، لم تنتشر في شوارع و أحياء مدن المكلا و الشحر و غيل باوزير، منوهة إلى أن أمن المدن الثلاث اوكل لمليشيات مسلحة من أبناء تلك المدن.

و أوضحت عدم انتشار تلك القوات أدى إلى نهب عدد من المقرات الحكومية و مقرات القاعدة.

و حسب المصادر انسحبت عناصر القاعدة، إلى ضواحي مدينة المكلا، و بعضهم لا يزالون متخفيين في عدد من أحياء المدن الثلاث.

و أشارت إلى عدم وقوع مواجهات بين عناصر القاعدة و القوات الحكومية، باستثناء اشتباكات خفيفة بين مسلحين و عناصر القاعدة في حي الديس، مرتبطة بخلافات سابقة، راح ضحيتها “5” قتلى اثنين منهم من القاعدة.

صفقة

و ارجعت مصادر مطلعة أسباب انسحاب القاعدة، لصفقة تم ابرامها بين القاعدة و حكومة هادي.

و أوضحت أن الصفقة تمت في العاصمة السعودية الرياض، بين قيادات مقربة من القاعدة و مسئولين في حكومة، برعاية من مسئولين سعوديين.

و كشفت أن توقيت دخول القوات الحكومية إلى مدن ساحل حضرموت، مرتبط بشكل مباشر بمفاوضات السلام اليمنية في الكويت و التحركات في الكونغرس الأمريكي للكشف عن معلومات سرية تتعلق بوجود علاقة للسعودية بتفجيرات 11 سبتمبر 2001.

و أوضحت أن قيادات سعودية ضغطت على قيادات سلفية يمنية مرتبطة بالقاعدة متواجدة في السعودية، لإبرام الصفقة، بهدف التلاعب بمحور مكافحة الارهاب في مفاوضات الكويت، و تخفيف الضغوط الدولية على السعودية التي زادت حدتها عقب توسع القاعدة في عدد من محافظات الجنوب، و اجبرتها على القبول بوقف الحرب في اليمن و تحويل الجهود العسكرية لمكافحة الارهاب.

و نوهت إلى أن التحالف السعودي، اراد تحقيق انتصار على القاعدة في حضرموت، لتعويض اخفاق عام كامل من حربه في اليمن.

السيناريو يفضح السعودية

و لفتت المصادر، إلى أن دخول القوات الحكومية إلى مدن ساحل حضرموت، يفضح السعودية، و يؤكد علاقتها بتسليم مدينة المكلا و مدن ساحل حضرموت لعناصر القاعدة في ابريل/نيسان من العام الماضي.

و تفيد المصادر، أن شخصيات دينية و قبلية ساهمت في انضاح الصفقة في الداخل. مشيرة أن هذه الشخصيات مرتبطة بالقاعدة و التحالف السعودي.

استمرار خطر القاعدة

و اعتبرت المصادر أن انسحاب القاعدة و دخول القوات الحكومية إلى مدن ساحل حضرموت، لا ينهي خطر القاعدة، مذكرة بأن التنظيم تمكن من الحصول طيلة عام على أموال طائلة مستفيدا من ايرادات ميناء المكلا و ميناء ضبة و المرافق الحكومية في مدن ساحل حضرموت، فضلا عن نهبه لترسانة الوحدات العسكرية و الأمنية في المناطق التي سيطر عليها، و تدمير ارشيف أجهزة المخابرات المتعلقة بالقاعدة و غرفة عمليات مكافحة الارهاب في قيادة المنطقة الثانية، و تجنيد المئات من الشباب.

مرحلة قادمة

و يرى متابعون أن انسحاب عناصر القاعدة إلى ضواحي مدن الساحل و تخفي بعضهم في الأحياء السكنية، سيمهد لمرحلة تصفيات قادمة لقيادات عسكرية و أمنية و مدنية، و هي العمليات التي يجيدها عناصر التنظيم، و التي يعملون عليها.

و اعتبروا أن التنظيم لم يخسر شيئا بانسحابه، كون استراتيجيته تعتمد على شن الهجمات و تنفيذ الاغتيالات و ليس السيطرة على الأرض، مذكرين بأن حالة ساحل حضرموت تماثل ما حصل في محافظة أبين في العام 2012، عقب انسحاب التنظيم من مدن زنجبار و جعار و مدن أخرى في المحافظة، و احتفاظه بقوته و عناصره، و عودتهم مرة أخرى للسيطرة على المحافظة و التوسع إلى ساحل حضرموت و مدينة عزان بشبوة و السيطرة على المنافذ البحرية الشرقية.

عائق للحكومة القادمة

و لفتوا إلى ما حصل عليه التنظيم من أموال و عتاد عسكري و تجنيده لعشرات الشباب، في عدد من محافظات الجنوب و الشرق سيمثل عائقا كبيرا لأي حكومة قادمة، كونه التنظيم صار قوة لا يستهان بها و دولة داخل الدولة.

و أوضحوا أن جهات محلية و اقليمية ستستخدم التنظيم مرة أخرى، لابتزاز أي حكومة قادمة و جعلها مرتهنة في قرارها، من خلال استخدام عناصر التنظيم في اضعاف الحكومة عبر اقلاق الأمن و منع فرض سلطة السلطة على عدد من المناطق، في حال رفضت الخضوع لإملاءات الأطراف المرتبطة بالقاعدة.

تمثيلية مكشوفة

و يرى ناشطون أن ما حصل في مدن ساحل حضرموت خلال عام، كان مجرد تمثيله، ربما كان الهدف منها تمويه يقصد به الحفاظ على ماء الوجه، لتحقيق انتصار بتجهيز قوة لطردهم من ساحل حضرموت.

و يقولون إن ما يؤكد ذلك عدم وقوع مواجهات، و عدم اتخاذ التنظيم أساليب دفاعية لمنع دخول القوات الحكومية إلى المكلا و مدن الساحل، كتفجير عقبة عبدالله غريب، الذي يمر عبرها الطريق الرابط بين وادي و ساحل حضرموت، و هو الطريق الذي عبرته القوات الحكومية.

و لفتوا إلى أن قوة التنظيم التي اكتسبها خلال عام تؤهله لخوض حرب ضروس، و ليس القبول بالانسحاب.

و كشفت معلومات، أن التنظيم استولى على 25 مليار ريال، كانت في خزائن البنك المركزي فرع المكلا و ميناء المكلا و ضبو وغيرها من المرافق الايرادية، إضافة إلى الموارد اليومية من الضرائب و الرسوم و الجبايات.

التركز الجديد للقاعدة

و تقول مصادر محلية مطلعة، إن عناصر التنظيم غادروا من ساحل حضرموت إلى وادي سر بوادي حضرموت، و بعضهم إلى الصحاري الشرقية و أخرين إلى مناطق بين أبين و شبوة.

و تؤكد أن ما حصل في ساحل حضرموت هو نفسه ما حصل في حوطة لحج و زنجبار و جعار، ما يشير إلى أن المخرج واحد.   

للاشتراك في قناة موقع “يمنات” على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى